الخميس، 17 يوليو 2014

قصيدة : خواطر على الطائرة



خواطر على الطائرة
تسجيلات لخواطر المرحلين من كنيسة المهد إلى دول أوروبية غير معروفة أنذاك
الشاعر علي عبدالرحمن جحاف
من ديوان : أهازيج الجراح


يارب أنت من يسمع كل همسة خفيه
مرحلون مبعدون عن ديارنا بلا هويه
لكننا نقول للطغاة فوق أرضنا
إبعادنا ليس نهاية القضيه
قلوبنا في ((بيت لحم)) لم تزل لنا بها بقيه

ترى لأي أرض نحن ذاهبون؟
قد يعلم القبطان أين تهبط المطيه
لكنه لم يدرِ أن القدس في صدورنا الفتيه
وأنه يحمل إذْ يحملنا نصر فلسطين الكريمة الأبيه
وأننا سوف نعود رغم الظلم والأذيه

ترى لأي أرض نحن ذاهبون؟
((ايطاليا؟)) اسبانيا؟ أو كندا؟)) أم أي بقعة قصيه؟
ابعادنا لن ينهى القضيه
قد يعلم القبطان أين تهبط المطيه
لكنه لم يدرِ أن القدس في صدورنا الفتيه
وأنه يحمل إذ يحملنا حب فلسطين الكريمة الأبيه
سوف نعود من شجر الزيتون من شجر الليمون من كل نبتة شذيه
من بغابغ(1) الماء نعود
من صلب كل غيمة نديه

ترى لأي أرض نحن ذاهبون
أمامنا الموساد فوق كل دولة وبيه
لكنها لم تنته القضيه
نفوسنا عَالِيَةٌ هامتنا مرفوعةٌ
في حيثما حلت بنا المنيه
نضحك والضحكة قد تجيءُ عند عِظَمِ البليه
في عالم تفرض فيه ما تريد الدول القويه
في عالم فيه تجرم الضحيه
وتشترى به الضمائر الدنيه

ترى لأي صقع نحن ذاهبون
قد يعلم القبطان أين تنزل المطيه
لكنه لم يدرِ أن القدس في صدورنا الفتيه
وأنه يحمل إذ يحملنا حب فلسطين الكريمة الأبيه
وأننا في حيثما حط الرحال
أهلنا باقون في قلوبنا الوفيه
فانتَظِروا عودتنا
فقد نعود في الصباح
وقد نعود في العشيه
مهما طغى الظلم فأن الله وحده في يده المشيّه
وما يئسنا قط من الطافه الخفيه


قالت ((مستشارة الأمن القومي الأمريكي وقال بوش أن ياسر عرفات غير مؤهل للقيادة فكتبت هذه الرسالة موجهة إلى عرفات))
لن يرتضوك أبداً ياصاحب السياده
ولن تكون صالحاً في رأيهم للحكم والقياده
حتى ينالوا منك مرسوماً موقعاً على الإباده
فكلما نفذت أمراً طالبوك بالزياده
فأنت بين خيرتين
ظلمك من أعطوك صوتهم أو الشهاده

فلتتبع سيرتهم إن شئت أن تُعطى لك الإماره
ولترض بالإذعان والخساره
واتبع خطى شارون كلها تنعم بالجداره
واحمل خطايا ((بوش )) في الإرهاب والطغيان في جساره
فلن تكون صالحاً في رأيهم لتحمل القياده
حتى ينالوا منك مرقوماً موقعاً على الإباده
فأنت بين خصلتين
ظلمك من أولوك أمرهم أو الشهاده

ما قيمة الحكم الذي تُعْطَاهُ في يد صاغرة ذليله
أهكذا تنهى نضالك الطويل والمتاعب الجليله
بسلطة مالك في تدبيرها من قوة أو حيله
فلن تكون صالحاً في رأيهم أن تملأ القياده
حتى ينالوا منك مرسوماً موقعاً على الإباده
فأنت بين خيرتين
ظلمك من أعطوك صوتهم أوالشهاده

إياك أن تكون سبباً للإنقسام
في صفوف شعبك الكريم
إياك أن تكون سُلّماً للمعتدين نحو ضربة المقاومه
إياك أن تصبح للشعب الذي أولاك أمره خصيم
حين تلاقي الله في اليوم العظيم
إياك أن تخضع للمساومه
فلن تكون صالحاً في رأيهم أن تحمل القياده
حتى ينالوا منك مرسوماً موقعاً على الإباده
فأنت بين خيرتين
قتلك من أعطوك أمرهم أو الشهاده

نصيحة من شاعر يبغي لك الكرامه
يدعوك نحو الخير والعزة والشهامه
والأمن يوم الحشر في القيامه
نصيحة ما شابها كرهٌ ولا ملامه
فلن تكون صالحاً في رأيهم أن تملأ القياده
حتى ينالوا منك مرسوماً موقعاً على الإباده
فأنت بين خيرتين
ظلمك من أولوك أمرهم أو الشهاده

خيرت -فاختر- لا بُليت أشرف المصارع
بالفعل لا بالقول تحت سطوة المدافع
فإنه أشرف من عيشك للمستكبرين تابع
فلن تكون صالحاً في رأيهم لمجلس القياده
حتى ينالوا منك مرقوماً موقعاً على الإباده
فأنت بين خيرتين
ظلمك من وليت أمرهم أو الشهاده
فلتختر الشهاده
فلتختر الشهاده
-----------------------------------------------
(1) تقول إحدى قصص التراث اليمني أن أحد التجار الصالحين ذهب إلى إحدى المدن للتجارة ونزل في طريقه بمسجد في إحدى القرى للصلاة وللمساء فيه، فوجد شخصاً فظاً إطلع على ما في حقيبته من الفلوس فانقض عليه وقال: إنني سأقتلك وأرمي بك في بركة المسجد، فمن سيخبر بأمرك أيها الشيخ الشائب؟ فأجابه قائلاً: ستخبر عني بغابغ الماء، وبعد مدة طويلة وبعد أن فقد الأمل في عودته سافر ابن ذلك الشيخ التاجر ونزل في المسجد نفسه ووجد ذلك الرجل، وبينما هما في الحديث بغبغ الماء بمشيئة الله فصاح الرجل ضاحكاَ، وقال: إني قتلت شخصاً في هذه البركة، وقال: ستخبر عني بغابغ الماء، فسأله الابن قائلاً: في أي عام فرد عليه، فقال ذلك الشخص: أبي وقتله ورماه في الماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق