سيعود !! الشاعر علي عبدالرحمن جحاف سافر أخي عبد الحميد إلى القاهرة بعد أن قضى إجازته هنا في اليمن وقد تعلقت به أبنتي الصغرى حتى الشغف فكانت لا تفتأ تسألني عنه وتردد أسمه فكتبت إليه القصيدة التالية :-
صورة حديثة للشاعر وأخيه المهندس عبدالحميد
بابا و تختنق العبارة في حناجرها تُسائلني وأفهم ما تريد... في عين ابنتي الصغيرة لوحة فيها مخايل عمها عبد الحميد بابا وتبحث في عيوني في تجاعيدي التي حفر الزمان عن المزيد أين اختفت تلك التراتيلُ الحنونةُ والنشيد أين اختفى من كُنتُ أمس بصوتهِ الحاني أنام على الحديد * * * بالأمس خاط بكفهِ الحاني حمائل لعبتي فأعاد سر سعادتي الكبرى ومبعَث نشوتي ومضى وفي عينيهِ أحلامي ورقة بسمتي بابا ويختنق الجواب على مشارفِ مقلتي ! بي مِثلُ ما بكِ يا بنتي لفراقِ عمكِ فاسكُتي * * * سيعود بعد غدٍ إليكِ فطيبي منكِ الخواطر عيشي على أملِ اللقاءِ بذلك النغمِ المسافر وتعلمي أن السعادةَ مثلما تأتى تُغادر ! وبأنها تحيا بأنفُسِنا وتنشأُ بالعواطفِ والمشاعر ! * * * سيعود كيف ؟ ولم يغب عن ناظريكِ وعن خيالك ذاك الأبُ الممراح لم يبرح يعيشُ هنا ببالكِ وانفعالك في صوتُكِ الحلو الرقيق وفي عنادكِ وامتثالك في قلبكِ المملوءُ بالحبِ البري وفي جمالك * * * سيعود يحملهُ إليكِ الشوقُ والحبُ الحنون يحكي عليكِ حكاية القطط الصغار معَ فراش الزيزفون وقصائدُ الطيرِ المهاجرِ في ضفافِ النيلِ يغمُرهُ الشجون أقصتهُ عن بشراه آلاف المدائنِ والحصون لكنهُ مازال رُغم حواجزِ الأيامِ يعتمرُ السكون * * * يُعطي البشائر للأنامِ وكفهُ مازال عن بشراهُ عاطل طبعُ الحياةِ تجودُ أحياناً وأحياناً تُماطل فمتى متى يلقى الأليف بقاؤهُ من دونهِ يا ابنتي ظُلمٌ وباطِلْ * * * أني أُحِسُ بما به لوأن في كفي طاقه حققتُ ما يرجوهُ عمُكِ بالجميلِ أو الخناقه
* * * صبراً أخي فالصبرُ قد يحلو لدى العقبى مذاقه عبد الحميد غداً تروقُ لكَ الحياةَ وتصفُ للحبِ العلاقه * * * ونرى صغارك يملئون دِيارنا نغماً وحبا ويعطرون وجودنا دفئاً وألعاباً ووثبا وتحُفُنا بِهِمُ السعادة والرخاء شرقاً وغربا وهناك تلقى مريم الصغرى بِهِمُ وطناً وشعبا ! * * * في أسرةٍ يرعى مسيرتُها المحبةَ والحنان ألقت لها الدنيا أزمتها ولان لها الزمان ورعتْ أو أصرها عُيونُ الحقِ أعظم ديدبان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق