(خواطر مغترب)
للشاعر الاديب / علي عبدالرحمن جحاف
من ديوان :

ه
ذه القصيدة قيلت في أزمة الخليج وأثارها وماأثرتة بشكل عام على الشعب اليمني وبشكل خاص على المغترب اليمني في دولة السعودية والكويت والقصيدة هنا تحكي بلسان حال المغترب اليمني .



نعم يا بلادي أنا المغترب لقيتُ من الدّهر مالا أُحبْ
فحيناً (بجدّة) أُلقي الرّْحال وحيناً (بشِعّبِ بني المطَّلبْ)
تغربت بحثاً وراء (الرِّيال) أسدُّ به عيشيَ المضطربْ
بنيتُّ لهم عاليات القصور بكدح يميني وظهري الحدِبْ...
وشُدت الحدائق فوق الرمال بما سال من عرقي المنسكبْ
فإن يطردونيَ من أرضهم فما أنا بالواهنِ المنتحبْ
جبالي معروفةٌ بالشموخ ومثل بلادي أنا منتصب
ولن أُحني الرأس للأجنبيِّ ولن أُغضي الطرف للمغتصب
لئن جردوني مما كسبت فرزقي على واحدٍ لم يغب
سيأخذ حقِّي من ظالمي بما شاء فهو الذي لم يخب
ولن أعدم القوت في موطني سأبني بكفِّي عُشِّي الخَرِبْ
وأستروح العيش في ظلِّهِ كما الطير يحيا بقلبٍ طَرِبْ
فإنيّ أُفضِّلُ عيش الكفاف بعزِّة (عمرو بن معدٍ كرِبْ)
على أن أُذلّ لمستمركٍ يكادُ لمرأي أن يحتجبْ
يراني ثقيلاً على أرضهِ لأني إلى (بوش) لا أنتسبْ
خُلقتُ عيوفاً أحب الإباء وأعشق عيش الفقير السَّغِبْ
تحلق فوق السماء هامتي على أرض صنعاء وساحات إبّْ
إذا سلمت عزَّتي أن تُضام فمرحى بكلّ بلاءٍ كُتبْ
ولست بهيابةٍ للنزال إذا انسد حولي الفضاءُ الرَّحِبْ
سأصفع بالحق وجه الضلال إلى أي منقلبٍ ينقلبْ
فيا (يمن) الطيب والمكرمات لمجدك أعددت باعي القلِبْ
لقد عدت نحوك عود الحبيب إلى عشه وثراهُ الخصبْ
أعانق غزلانك الماجدات وألثم كف الشباب التَّعبْ
وأرفد فيك دماء الحياة بأشواق روحي وقلبي المُحِبْ
فمالي من وطنٍ في الوجود سواك ألين له إن غضِبْ
وأحني لعليائِهِ هامتي وأسمع داعيه إن ينتدبْ
وأستعذب الموت من أجله إذا سامه الخصم مالا يحبْ
ومن كان مثلك مأوىً له فلن يستكين ولن يكتئبْ
إذا عشت حراً رفيع المنار فما همنا كل غالٍ سُلبْ
يجوع الكريم إذا ما رأى كرامته تُبتغى بالكذبْ
على الله والرسل والأنبياء لذي تخمةٍ خائنٍ مرتعبْ
إذا الشرع خالفه رأيه أهاب بتاليه أن ينسحبْ