" أمام المتقين "
الشاعر علي عبدالرحمن جحاف
أنا أحمدك يا الهي حمد ما يحصر
واذكر نبيك وآله طول الادهار...
يا هاجسي ما معك ذا الساع تتنقفر
نبهتني من منامي تطلب اشعاري
وأنا ابن جحاف ذي لا شاقته عبقر
رقَّص غواني القوافي فوق الأقمار
كم من رشا زين مسلوب القوام اشقر
موَّرد الخد في مشيه تبختار
لا انا تغنيته الحان الهوى اتخدَّر
ولان عوده على رنات قيثاري
ساقيته اللحن بعد اللحن حتى افجر
على تواشيح منقاره ومنقاري
صبحت بالخير يا سيد ولد حيدر
يا نافذ الصوت جيتك طابت اخباري
باسم الأدب جيت احيي القائد الاكبر
واريد العدل والشورى والاحْرَار
ذي عاش للدين عمره قط ما اتغير
ولا تنكر و غيره في تنكار
السلم والحرب والمحراب والمنبر
مفتاحها في يمينه منحة الباري
لا اهتز هز القرى بندر ورا بندر
والتف من حول شخصه كل مغوار
كم من بطل ما لبس ضيِّق ولا اتبتر
فتاك عراك يقدم زحف جرار
يقول لبيك من عاداك ما يظفر
لو سانده كل مشرك في الحروب ضاري
سل عنه بدراً إذا ما شئت سل خيبر
من هو اقتحم هولها في عزم جبار
إلا علي المولّى الحرب من غبّر
في كل ميدان لاهل الكفر بتار
ذي حز عمر بن ود في ساحة المحشر
وهو يصيح البراز ياكل فرار
لبس عمامة نبي الله ما تُنكر
واورده والجميع مذهول محتار
لساحة النار غمضة عين ما اتأخر
جبريل وعزريل معه ساعات الاخطار
وذا الفقار في يمينه يقطع الأبجر
يلاحق الشرك من غار إلى غار
من يدَّعي انه يفوقه عمرو أو عنتر
ذي كان لهم اسم في الهيجاء سيار
جميع شجعان أهل الأرض في المخبر
الكل خلاهموا في الخلف محتار
يوم الجمل من صمد فيها ومن عفر
خدود من واجهه فيها بغبار
علي أبو العابد السجاد و بو جعفر
و ابو الحسن والحسين ابرار الابرار
من سيرته في الملا كالمسك والعنبر
ومن تزوج بأبنة سيد الأخيار
محمد المصطفى المختار ذي سير
فيالق الدين بالحسنى والايثار
في حرب صفين ابو شبير وبو شبر
سمر معه مالك الأشتر وعمار
أنزع بطين دونما بطنه صليع أكبر
من كل ذي كبر متواضع وغفار
لكل مذنب بحقه قط ما اتجبر
يعطي إلى سائله ثوبه وهو عاري
ظفر بمروان في يوم الجمل أصغر
من الصغير فاعتقه في عفو صبار
ومثله ابن الزبير من بعد ما اثمر
وقال فيه قول ذي عورا وحقار
وحين لاقا ابن العاص فاتعور
علما بأنه سيترك جسمه العاري
عفه واحسان من لا خصمه تنعور
أشاح عنه بوجهة فعل محتار
غضّ النظر عنه لا استهزاء ولا استهتر
أو عيَّره بل تبسم بسمة الزاري
وعندما الخصم حاز الماء واتجبر
وقال قول الشحيح الفسل والطاري
والله ما يشربوا قطره من المقطر
حتى يموتوا عطش هلكى بالاصحار
أقدم على مشرع الما من حواليه كر
كم بطل يجبر اعين سيد الاحرار
حتى دحرهم وصيرهم إلى منظر
يشفق عليهم تمثله كل نظار
وقل لهم اشربوا قولة فتى خيبر
في صبر الاطواد إلي تحنو على الجار
وحين قل له صحابه يا ابو شبر
دعهم يموتوا عطش في وسط الاقفار
أجاب في السيف ما يغني عن المنكر
وعن ظماهم ففعله فعل ذى العار
و ذو الفقار في يميني يقطع اهل الشر
و اهل الخديعة و من له قكر مكَّار
لولا الصحايف رفعها الخصم في المدغر
حيله ليلقي الخصومه بين الاحرار
عسكر علي حين تقدم مالك الأشتر
وهو يصيح في مقدم زحف جرار
لا تسعدوهم سويعه بعدها يضطر
جيش ابن هند ان يولي القوم الأدبار
لكن فعل الخديعه قسم المعشر
والجيش لا قد تفرق صار خوار
هنا سعى المارقين في الجيش مثل الذر
وكلهم يحفظ القرآن له قاري
قالوا له ان تقبل التحكيم او تكسر
فلم يجد أي مندوحه عن الجاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق