في رحاب أغلا الأمهات
الشاعر علي عبدالرحمن جحاف
الشاعر علي عبدالرحمن جحاف
15 ذي القعده 1408 هـ
من ديوان " ورود تشرين "
إلى أمي حورية بنت علي عبدالله جحاف أهدي هذه القصيدة التي قلتها عندما غادرت إلى صنعاء في الأيام الأولى لشهر ذي القعدة 1407 هــ
أمي الحبيبة ما ذكرتك مرةً
إلا وفاضت بالدموع جفوني
ما كنت أحسب أن يداهمني الأسى
وتطول بعدك وحشتي وشجوني
حتى تركتك تذهبين فراعني
ما لم يجل بخاطري وظنوني
قد كنتُ والغازون حولي حُوّمٌ
ألقى بوجهك راحتي وسكوني
وأواجه الحرب العوان بهمةٍ
أقوى من الهدروج والنترون
ما دام عينك بالحنان تحوطني
وجميل ثغرك بالدعاء يحميني
ويداك تمسح هامتي في رقةٍ
حورية تُظفي عليّ ركوني
وأنا أقِّبل ركبتيك بلهفةٍ
وتذللٍ وتعطفٍ وحنينٍ
لسماع دعوتك التي في ظلها
تُقضى حوائج أسرتي وديوني
وأعيش مرفوع الجبين لأنها
عن كل ما فوق الثرى تغنيني
فبها قهرت العاديات وطاف بي
رَوحُ الأمان وقدت كل سفيني
حتى وصلت بها شواطئ صحتي
وحقول إيماني وبرد يقيني
فلآن إذ أصبحت أعرف وجهتي
أمسى رضاك أجل ما يعنيني
فإذا ظمئت رضاك يطفئ حرقتي
وإذا مرضت هو الذي شفيني
وإذا يدب الموت عبر مفاصلي
وتغيب روحي بالرضا تحييني
فرضاك يمنحني النجاة لأنه
في البعث من محيي الورى يدنيني
لا تتركيني من دعائك يكفني
إني فقدت أبي ونبع معيني
من قبل أن تسود طرة شاربي
شُلّت سواعد عصبة ظلموني
فيه لأني قد فقدت بفقده
حضناً تغّيب من أجل حصوني
أًمّاه أدخل من صلاتي في المسا
متلفتاً ترنو إليك عيوني
فأرى مكانك خالياً فيسوؤني
أن لا تكوني حيث كنت تكوني
وأرد أحياناً عليك تحيتي
فيروعني الباب المقفّل دوني
من أين لي الوجه الصبوح يمدني
قبل الصبوح بقهوتي وجحيني
مشفوعةٌ بأرق ما تدعو به
أُمٌ لفلذة كبدها المكنون
من أين لي القلب الحنون يخاف وإن
مرت عليِّ الريح أن تؤذيني
ولو أن غصن القات فيه حياته
جادت به كفاه غير ضنين
من غير أمي في الوجود يسوؤه
ما ساءني يرضيه ما يرضيني
تشقى لكي تضفي عليّ سعادتي
وتموت من ضمأ لكي ترويني
وتمد جفنيها لأسكن فيهما
إن لم أجد لي مسكناً يأويني
ماذا يقول الشعر فيك حبيبتي
منكِ اقتبستُ مشاعري ولحوني
ولأجل عينكِ كلما استوحيته
من ضاحكِ في دفتري وحزينِ
لولاك ما باليت أي يدِ العدى
أمتدت لتسكت فيّ نبض وتيني
أماه يا نبع الحنان ملكتني
بمشاعري وصبابتي وقتوني
من قبل أن يرني الوجود كما أنا
منذ كنت نشاءٌ قاصراٌ تكويني
وحملتني طفلاً تعبت بحمله
عاماً تكامل في مداه جنيني
وحرمت عيناك المنام لتصنعي
مني فتى سبط الذراع متينِ
تصفو الحياة لديك عند تبسمي
وتروق في عينيك كل شئوني
فلكم دخلت عليك أحمل في يدي
عظماً وقد ملأ التراب جبيني
وطلبت منك بحدُّة وتعجلِ
تفصيل خُرج كاملِ وكُرُونِ
لحمارتي فالعظم حسب تخيلي
مثل الحمير أقوده بيميني
والخُرج أردفه عليه وضمنه
لُعَبي التي بَلِيَت ولم تبليني
فتركت شغلك وامتثلتِ لإمرتي
وكأنه يعنيك ما يعنيني
في كل يوم تستجد مطالبي
ويداك جاهدتان في تمويني
لم تضجري يوماً لفرط شقاوتي
بل زاد حبك بازدياد جنوني
أمّاه لو كل الكنوز ملكتها
ووضعتها بيديك لا تكفيني
عن ليلةِ أسهرت عينك عندها
حولي مخافة نزلة تُعييني
إن زاح عن جسمي الغطاء أعدته
أو طال فوقي خفتِ أن يضنيني
أفلا أحبك فوق كل محبة
وأظل أبدع فيك خير فنوني
حتى أصوغك للحياة قصيدة
تعيي ملوك الفن من تلحيني
ويضل أصحاب الخيال بحيرة
من غث مكسيم الهوى وسميني
ويبين للأجيال ميزة ريشتي
فيها وما استحدثت من تلوينِ
وبها يفوح عبير ذكرك كلما
ذكر الأمومة من يدين بديني
لا كونها جاءت فريدة نسجها
بل كونها انفردت بصدق أنيني
ولأنها حملت عواطف شاعرِ
عاش الوجود بعزّة المسجون
رفض الحياة جميلها وقبيحها
وأحب فيها عيشة المسكينِ
ورأى بأن الأم أروع صورةِ
للحب في الملحوظ والمضمونِ
في قلبها وضع الإله حنانه
وجلال نور جماله المخزونِ
في طهره ووفائه وعطائه
ونقائه وسموُّه المأمونِ
يبقى بها محمد الأمومة عالياً
يحكى كمال الصانع الميمونِ
أماه هناك خواطري مقرونة
بتحيتي لأحبة تركوني
عبدالحميد أخي الذي يحلو له
همسي وصوت ربابتي ورطيني
وطبيبنا الحاوي لخير شهادةِ
في الأنف والبلعوم والأذنينِ
حسن الذي تعنوا الجباه لكفه
ليزيح علتها بعقل رصين
ومرشح الشورى الذي في رأيه
ما شاء من شرع ومن تقنينِ
أعني محمد من توقف رحله
في "عاهم" الأدنى ولم يأتيني
وأخي الصفي المستظل بـ "حجة"
أعني النزيل بأسفل "الظهرين"
وشقائق مثل الشموس حرائرٌ
لم ينتبصن ولا لبسن الميني
كل أناخ رحاله بمدينة
وأنا هنا ألقيت حمل هجيني
والكل في سفر يسير بركبنا
كر الليالي دون أية لينِ
حتى وإن كنا نظن بأننا
متوقفين وذاك ما ينسيني
هذه الحياة وما بها من زخرف
زاهٍ وحسنٍ ظاهر التزيينٍ
مادام من يجري ومن هو واقفٌ
في رحلةٍ نحو الفنا المسنونِ
لم نأتِ للدنيا بمحض رضائنا
وغداً نودعها بكل يقينِ
إن الذي أفنى سيحيي دونما
شك فكيف أحب ما يلهيني
عن أن أعد الزاد لليوم الذي
سأعود فيه لخالقي ومعيني
إلا وفاضت بالدموع جفوني
ما كنت أحسب أن يداهمني الأسى
وتطول بعدك وحشتي وشجوني
حتى تركتك تذهبين فراعني
ما لم يجل بخاطري وظنوني
قد كنتُ والغازون حولي حُوّمٌ
ألقى بوجهك راحتي وسكوني
وأواجه الحرب العوان بهمةٍ
أقوى من الهدروج والنترون
ما دام عينك بالحنان تحوطني
وجميل ثغرك بالدعاء يحميني
ويداك تمسح هامتي في رقةٍ
حورية تُظفي عليّ ركوني
وأنا أقِّبل ركبتيك بلهفةٍ
وتذللٍ وتعطفٍ وحنينٍ
لسماع دعوتك التي في ظلها
تُقضى حوائج أسرتي وديوني
وأعيش مرفوع الجبين لأنها
عن كل ما فوق الثرى تغنيني
فبها قهرت العاديات وطاف بي
رَوحُ الأمان وقدت كل سفيني
حتى وصلت بها شواطئ صحتي
وحقول إيماني وبرد يقيني
فلآن إذ أصبحت أعرف وجهتي
أمسى رضاك أجل ما يعنيني
فإذا ظمئت رضاك يطفئ حرقتي
وإذا مرضت هو الذي شفيني
وإذا يدب الموت عبر مفاصلي
وتغيب روحي بالرضا تحييني
فرضاك يمنحني النجاة لأنه
في البعث من محيي الورى يدنيني
لا تتركيني من دعائك يكفني
إني فقدت أبي ونبع معيني
من قبل أن تسود طرة شاربي
شُلّت سواعد عصبة ظلموني
فيه لأني قد فقدت بفقده
حضناً تغّيب من أجل حصوني
أًمّاه أدخل من صلاتي في المسا
متلفتاً ترنو إليك عيوني
فأرى مكانك خالياً فيسوؤني
أن لا تكوني حيث كنت تكوني
وأرد أحياناً عليك تحيتي
فيروعني الباب المقفّل دوني
من أين لي الوجه الصبوح يمدني
قبل الصبوح بقهوتي وجحيني
مشفوعةٌ بأرق ما تدعو به
أُمٌ لفلذة كبدها المكنون
من أين لي القلب الحنون يخاف وإن
مرت عليِّ الريح أن تؤذيني
ولو أن غصن القات فيه حياته
جادت به كفاه غير ضنين
من غير أمي في الوجود يسوؤه
ما ساءني يرضيه ما يرضيني
تشقى لكي تضفي عليّ سعادتي
وتموت من ضمأ لكي ترويني
وتمد جفنيها لأسكن فيهما
إن لم أجد لي مسكناً يأويني
ماذا يقول الشعر فيك حبيبتي
منكِ اقتبستُ مشاعري ولحوني
ولأجل عينكِ كلما استوحيته
من ضاحكِ في دفتري وحزينِ
لولاك ما باليت أي يدِ العدى
أمتدت لتسكت فيّ نبض وتيني
أماه يا نبع الحنان ملكتني
بمشاعري وصبابتي وقتوني
من قبل أن يرني الوجود كما أنا
منذ كنت نشاءٌ قاصراٌ تكويني
وحملتني طفلاً تعبت بحمله
عاماً تكامل في مداه جنيني
وحرمت عيناك المنام لتصنعي
مني فتى سبط الذراع متينِ
تصفو الحياة لديك عند تبسمي
وتروق في عينيك كل شئوني
فلكم دخلت عليك أحمل في يدي
عظماً وقد ملأ التراب جبيني
وطلبت منك بحدُّة وتعجلِ
تفصيل خُرج كاملِ وكُرُونِ
لحمارتي فالعظم حسب تخيلي
مثل الحمير أقوده بيميني
والخُرج أردفه عليه وضمنه
لُعَبي التي بَلِيَت ولم تبليني
فتركت شغلك وامتثلتِ لإمرتي
وكأنه يعنيك ما يعنيني
في كل يوم تستجد مطالبي
ويداك جاهدتان في تمويني
لم تضجري يوماً لفرط شقاوتي
بل زاد حبك بازدياد جنوني
أمّاه لو كل الكنوز ملكتها
ووضعتها بيديك لا تكفيني
عن ليلةِ أسهرت عينك عندها
حولي مخافة نزلة تُعييني
إن زاح عن جسمي الغطاء أعدته
أو طال فوقي خفتِ أن يضنيني
أفلا أحبك فوق كل محبة
وأظل أبدع فيك خير فنوني
حتى أصوغك للحياة قصيدة
تعيي ملوك الفن من تلحيني
ويضل أصحاب الخيال بحيرة
من غث مكسيم الهوى وسميني
ويبين للأجيال ميزة ريشتي
فيها وما استحدثت من تلوينِ
وبها يفوح عبير ذكرك كلما
ذكر الأمومة من يدين بديني
لا كونها جاءت فريدة نسجها
بل كونها انفردت بصدق أنيني
ولأنها حملت عواطف شاعرِ
عاش الوجود بعزّة المسجون
رفض الحياة جميلها وقبيحها
وأحب فيها عيشة المسكينِ
ورأى بأن الأم أروع صورةِ
للحب في الملحوظ والمضمونِ
في قلبها وضع الإله حنانه
وجلال نور جماله المخزونِ
في طهره ووفائه وعطائه
ونقائه وسموُّه المأمونِ
يبقى بها محمد الأمومة عالياً
يحكى كمال الصانع الميمونِ
أماه هناك خواطري مقرونة
بتحيتي لأحبة تركوني
عبدالحميد أخي الذي يحلو له
همسي وصوت ربابتي ورطيني
وطبيبنا الحاوي لخير شهادةِ
في الأنف والبلعوم والأذنينِ
حسن الذي تعنوا الجباه لكفه
ليزيح علتها بعقل رصين
ومرشح الشورى الذي في رأيه
ما شاء من شرع ومن تقنينِ
أعني محمد من توقف رحله
في "عاهم" الأدنى ولم يأتيني
وأخي الصفي المستظل بـ "حجة"
أعني النزيل بأسفل "الظهرين"
وشقائق مثل الشموس حرائرٌ
لم ينتبصن ولا لبسن الميني
كل أناخ رحاله بمدينة
وأنا هنا ألقيت حمل هجيني
والكل في سفر يسير بركبنا
كر الليالي دون أية لينِ
حتى وإن كنا نظن بأننا
متوقفين وذاك ما ينسيني
هذه الحياة وما بها من زخرف
زاهٍ وحسنٍ ظاهر التزيينٍ
مادام من يجري ومن هو واقفٌ
في رحلةٍ نحو الفنا المسنونِ
لم نأتِ للدنيا بمحض رضائنا
وغداً نودعها بكل يقينِ
إن الذي أفنى سيحيي دونما
شك فكيف أحب ما يلهيني
عن أن أعد الزاد لليوم الذي
سأعود فيه لخالقي ومعيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق