الخميس، 14 أغسطس 2014

قصيدة : ( في رحاب الإمام الشافعي رضوان الله عليه )



( في رحاب الإمام الشافعي رضوان الله عليه )
الشاعر علي عبدالرحمن جحاف
من ديوان : رياحين آذار

ألقيت هذه القصيده بمناسبة ملتقى جامع (النهرين) في ذكرى الإمام محمد بن ادريس الشافعي في شهر رجب لسنة 1412هـ



شَمْسٌ بأحْمَدَ أشْرَقَتْ بجَنَاني *** فَثَنَيْتُ نَحْوَ المُنجِدِيْنَ عَنَاني
وَنَزَلْتُ باِلْنَهْرَيْنِ سَاحَةَ مَسْجِدٍ *** حَفَّتْ عُلَاهُ مَلاَئِكُ الرَّحمنِ...
وَبَدَتْ كَوَاكِبُ أحمدٍ بِفِنِائِهِ *** مَنْثوُرَةٌ كَالْدِرِّ والمَرجَانِ
شمسُ الرَّسُوُلِ تَألقت مِنْ حَولِهَا *** بعدَ المَغِيبِ كَواكِبُ الإِيمانِ
فيهِم أبُوبكرٍ وفارُوقُ الرِّضي *** وأبُو الحُسَينِ وجَامِعُ القُرآنِ
وابنَ اليزيد قمير شمس أميّة *** والعادل المختار مِن مَروانِ
شمسُ المَحَّبةِ أسفَرَتْ في ليلةٍ *** نَظَمَت قلَائِدُها يَدَا رِضْوانِ
مَلأتْ قُلُوباً بِالسَّمَاحَةِ والرضى *** فَسَرَى نَسِيمُ القُربِ والرِّضوَانِ
وَزَهَتْ (آزالُ) بِليْلِها فتعطَّرَتْ *** أَنْفَاسُها بالرَّوْحِ والرَّيحانِ
(زَيدٌ) يُقِيمُ مَآدباً لِأُولِي النُّهى *** بَسَطَتْ موائِدُهَا يَدُ الإحسانِ
يجلو شمائلَ أحمدٍ ويُعيدُهَا *** أبهى وأجلَى مِنْ ضُحَى وبَيَانِ
وبِكَفِّ جعفرَ شَربَةً مِنْ كَوثَرٍ *** للآل تُهْدَي الْرَّيَ للضَماءنِ
تُسْقِيْ فَتُدْنِي الشافِعَيَّ ومَالِكا *** وأبا حنيفةَ والفتى الشيباني
قَومٌ بِدِينِ اللهِ أشرقَ جَدُّهُمْ *** وتَشَرَّفُوا بالواحدِ الدِّيِّانِ
أكَلَتَ سِيَاطُ الظالمينَ جُلُودَهُم *** وَعُدُوا فَمِنْ سَيْفٍ إلى سَجَّانِ
حَمَلُوا صُنُوفَ القهرِ جَاعُوا .. كايَدُوا *** جَهْلَ الْجَهُولِ وصَولةَ الطغيانِ
بَانَتْ لَهُم سُبُلُ الهُدَى فتبينوا *** وَهَدَوا .. فمَازَلَّتْ بهِمْ قَدَمانِ
حَفِظُوا النَّبيَّ بِآلِهِ وبِصَحْبِهِ *** حتى استَقَامَتْ كَفتَّا المِيزَانِ
ثَمُلَتْ بِحُبِّ المُصطفى أَرْوَاحُهُم *** وَخَلَتْ مِنَ التَزوِيرِ والبُهتَانِ
مِنْ بَعْدِ ما حَرُمَتْ مَراضعُ غيرِهِ *** أَسْقَاهُمُ الرَّحمن خَمْرَ جِنَانِ

لِلِه سَبْعةُ أَنجُمٍ مَحَوُ الدُّجَى *** وَزَهى بِكُلٍّ مِنهُمُ قَمَرَانِ
نَزَلُوا العِرَاقَ وطيبَةً وتَدَيَّروُا *** شَاماً ومَكَّةَ قِبْلَةَ البُلدَانِ
قَرَأوُا كِتَابَ اللهِ غَضاً فانتَهَى *** كُلٌّ إلى قُرآنِهِمْ بأمَانِ
فاحَتْ غَوَالي الطِّيبِ من أفواَهِهِم *** لَمَّا تَلَوْهُ بأعْذَبِ الألحانِ
وبِهِ تَغَنَّوا فالزمَانُ وأهلُهُ *** جُنْدٌ لهُم قَاصِيهُمُ والداني

قالوا أحاديثَ الحبيبِ صَحِيحةً *** زُفَّتْ عَشيَّةَ مُلتَقَى إخواني
أسفَارُها مِثلَ البُدُورِ وَضَاءةً *** تمحُوُ ظَلَاَمَ الشَّكِّ بالإِيقَانِ
حَسناءَ من نَحْتِ الغلائِلِ تُجْتَلَى *** وتُشِيرُ نحوَ المُلتقى بِبَنَانِ
مَرفُوعَةً مرقُومَةً بِأنَامِلٍ *** طَهُرَتْ مِنَ الأَسوَاءِ والأدرانِ
بِحُدَاتِهَا النَّفَر الَّذِينَ تَرَقرَقَتْ *** فِيهِمْ تَرانِيمُ الهُدَى بِحَنَانِ
(سَلْمَانُ مِنَّا) فَانتَشَوا وَبسِرِّهَا *** فَنِيَتْ نُفُوسُ الكلِّ في سَلمَانِ
من أرض فَارِسَ من بخارى أقبلُوا *** مِن نَحْوِ نَيْسَابُورَ من خُرَسَانِ
حثت خطاهم عزمة نبوية *** حلت محل الروح في الأبدان

هذا البخاري المقدم فيهم *** زين الكهول وزينة الشبان
يا مَن جلوت حديث أحمد مونقا *** فبَدت حدائق نثره الريان
إني لأعجب كيف صيرك التقى *** ملكاً بلا تاجٍ ولا إيوان
أم كيف والاك الأنام فسدتهم *** من غير ما دنيا ولا سلطان
ولى سلاطين الزمان وملكهم *** وبقيت سلطانا لكل زمان
إن قلدتك يد المهيمن منة *** فاحسن وجد واطلب رضا المنان

بمحمد شمس الحقائق أسفرت *** وجرت بحب الآل والفرقان
قالت سليمى يوم فارقني الهوى *** هلا أقمت فكنت من أخداني
ما كان يا سلمى ليسعد قربكم *** يوم الرحيل وفرقة الخلان
نبئت في حب الرسول وآله *** علم تقاصر دونه تبياني
علم مدينته الرسول وبابه *** زوج البتول وسيد الفتيان
لما بتتك يا دنى خلف الهوى *** شوق لأحمد هزني وسباني
فطفقت ألثم كف كل محدث *** عنه وأمسح خده ببناني
وأعيد ذكر صفاته وحديثه *** فتطيب في ذكري له أزماني

تالله ما ذُكر النبي وآله *** ألا وهيج ذكرهم أشجاني
كلا ولا هبت نسائم قربهم *** إلا وقرت بالرضى أعياني
من ودهم ديني ونهج سبيلهم *** أمني وخالص حبهم إيماني
قوم هوى التنزيل خالط سرهم *** فتمازجا وتآلف الثقلان
تحيا القلوب بذكرهم مثل الربى *** تهتز ما فاضت يد الأمزان
سأعيد ذكر حديثهم لألي النهى *** حتى تغيب في الثرى أكفاني
وإذا ظفرت بقربهم فلي الهنا *** سأقول نفسي ودعت أحزاني
وأقول قري أعينا يمني بهم *** فالفقه والإيمان فيك يماني

(تمت)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق