الخميس، 25 سبتمبر 2014

قصيدة : الملتقى الوطني

الملتقى الوطني

الشاعر علي عبدالرحمن جحاف

(من ديون : فلّ نيسان)







____________

أُعدت هذه القصيدة لتُلقى في مؤتمر يضم القوى الوطنية ألغي ولم يجتمع

____________


أعبلة هذي ساعة الجد فابتغي *** وهبت يراعي للجهاد فلم تعد
وهبت يراعي للجهاد فلم تعد *** تروق لأقلامي سعاد ولا هند
لنا وطن أسمى من العشق والهوى *** دعانا لأن نعني به الأهل والولد
فما لاح في يوم وميض خياله *** لذي أعين إلا أَلــمَّ له سهد
مخافة أن تهتز وحدة صفه *** فيبدو به للخصم ما لم يكن يبدو
ومن منهل واحد نستقي *** وعند أب واحد نتفق
وتاريخ نشأتنا واحد *** ومنطقنا عربي ذلق
فوحدتنا فيك حتمية *** ومن قال لا فبها يختنق
فوحدته أغلى وأروع منجز *** به ينتخي الأَشْيَاخُ في الشعب والمرد
فإن تختلف أراؤنا في بنائه *** فلم يختلف فيما نحاوله القصد
على أننا نحتاج عند اختلافنا *** إلى خلق لا ينتفي نعه الود
فنسموا عن التجريح للشخص باسمهِ *** متى ما دعانا للمعارضة النقد
فمن أدب الإسلام توجيه نقده *** إلى الجمع والمقصود من نقده الفرد
فهذا رسول الله ما قال مرةً *** لشخص ولو يرتد ذلك مرتد
ولكن يقول البعض منا يروقه *** مقال كذا مما يضيق به الحد
فيعرف من يعنيه فحوى خطابه *** ويرجع عما كان منه فلا يعدو
ولا بد أن يمني الدعاة إلى العلا *** بنزوة من لا يستساغ له المجد
فيحتاج أرباب الدعاوي لحكمة *** وصبر على ما ليس منه لهم بد
ومن يبتغي الإعمار لا تستفزه *** أساطير أقلام بها ليس يعتد
يحركها في معرض الشر والأذى *** دمى ما لها جزر مع الخير أو مد
فلم يثنها عن نفث قبح مداده *** على أرجل الأحرار أخذ ولا رد
ومن يك داء الحقد يملأ صدره *** فليس بمجد فيه وصل ولا صد
وأنتم هنا في نخبة وطنية *** يوحدها دين ويجمعها عهد
وأنظار كل الشعب ترنو إليكم *** فلا تفسدوا ما شادت الأُسُد الورد
بما شاءت الأحقاد بين صفوفكم *** فأفضع شيء ما يجيء به الحقد
أحباي في دنيا السعيدة إنني *** أناشدكم باسم المحبة أن تغدوا
إلى ما به للشعب عز ومنعة *** وإن طالكم من أجل رقعته الكد
وإن تتباروا في سبيل رخائه *** وإسعاده لا يثن عزمكم الجحد
ومن همه التطوير والخير ناله *** من الشعب شُكْرُ الأغلبية والحمد
وذلك أسمى ما استطالت لنيله *** مدارك عنها صرَّها الحل والعقد
وإن الجماهير العريضة حولكم *** تعاني من الأعباء ما ليس يعتد
غلاء وفقر وامتهان وغربة *** وبؤس وعري لا يبين له حد
وكلكم أو جلكم يا أحبتي *** على سرر من أدمع الشعب يمتد
أيرضيكم ما أنتموا فيه من غنى *** يقابله بؤس الجماهير والجهد
وأخشى الذي أخشى عليكم أحبتي *** مَعرَّةَ شعب لا يقوم له ضد
وضاقت أكف طالما صفقت لكم *** وأكبدها من سورة الجوع تنقد
بأن تصبحوا صرعى قصورٍ أبت لها *** يد الله إلا ترى وهي تنهد
فلا تأمنوا من غَضْبَةِ الشعب إنه *** مَتَى ثار لا يجدي سلاح ولا جند
وإن لكم في شاه إيران عبرةً *** وفي شاوسيسكو حين حاق به الجد
وفي مانجستو هيلي مريام إذ غدا *** شريداً ومن والاء نالهم الطرد
فلم يحمهم ملك ولا عصبية *** ولم يفدهم بالروح عمر ولا معد
وأصحت هتافات الملايين باسمهم *** كأن لم تكن لما انبرى لهم الحشد
وإن لهذا الشعب عيناً طويلة *** ترى أصغر الأشياء من حيث لا تبدو
تراقب في صبر وطول تجلد *** موائدكم والجوع ليس له غمد
أُناشدكم باسم المحبة إخوتي *** مناشدةً من قبل هذا الذي يشدو
يذكركم حباً لكم ورعاية *** بحقكم فيما اقتضى النحس والسعد
فمن شرعة الإسلام أن يمحض الفتى *** نصيحته للقوم لانوا أو اشتدوا
فلا تشركوا بالله تحت ذرائع *** ترون بها رشداً وليس هي الرشد
ولاتكفروا النعمى فيا رب نعمة *** متى جحدت ولي بها الكفر والجحد
تقولون إن الشعب في ظل أزمة *** سمعنا فهل أزرى بكم معه النكد
وهل فيكم من مسه الضر مثلما *** يحس به من ليس في يده نقد
أسخرية بِالشَّعْبِ أم عنجهية *** بها يُتناسى عيش أهلكم الرغد
أليس هو الداء الداوي لما به *** يكابد من أضحى للهوكم عبد
فما جاع ذو فقر سوى بالذي به *** تمتع مَتْخُوْمٌ يضيق به الجلد
ولا رويت في الأرض وفرة ثروة *** على شلة وإِلاَ وجانبها لحدُ
به دفنت أخرى أضيعت حقوقها *** لها المرُّ مسموم وللقادة الشهد
لها الشوك تدمى فيها أقدامها ضنى *** وللمترف المحظوظ ما يعبق الورد
فَعُوا إخوتي في الله قولة ناصح *** يهيب بكم والأمر في يدكم بعد
بتطبيق شرع الله نصاً ومنهجاً *** وأن تجعلوا من شرعه لكم ورد
ولا تبخسوا حق المساكين إنكم *** بهم تنصروا إن رام حربكم وغد
ولا تجعلوا الإثراء غاية همكم *** فما لامرئ فوق الثرى إخوتي خلد
وإن أمام المستغلين موقفاً *** به يتمنى المرء لو فاته الورد
ولو أنه يمتلك غير نفسه *** فلم يأوه عرش ولم يحوه بند
ولم يقض بين اثنين بحجة *** فكيف بشعب لا يطاق له العدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق