نعم أيها الشرفاء
علي عبدالرحمن جحاف
نعم أيها الشرفاء سقطتُ تهاويتُ تحت نعال الرذيله
تقحمتُ كل حدود العفاف وحطمتُ كل جسورِ الفضيله...
وها هو عندي كما تشهدون يشاطرني مرقدي كل ليله
***
ولكن لماذا ؟ ألا تسألون أبي يا رؤوس القبيله
فقد تجدون وراء السؤال رواية ظلمٍ مهيله !
أبي كان أبراز أبطالها وأمي من ضِمن أشخاصها دون حيله
فمُنذُّ عشرين عاماً هنا أُهدهدُ أحزانً قلبي الثقيله
لأن أبي هكذا شاء لي أن أعيش ذليله
لأن أبي لم يُرد أن يُزوجني بالفلوسِ القليلة
***
فمُنذ استدارَ هلالي وأزهرَ دوح شبابي وقيل جميله
تعلق بي قلبُ هذا الفتى فأصبح مرعى عيوني الكحيله!
وقد لامس الحب أوتارهُ وأشعـــــــــل في جانحيهِ فتيله
فبادلني كل أحلامه وبادلتهُ والقلوب دليله
***
وقد جاء يخطبني راغباً فكانت شروط أبي مستحيله
فمن ضمنها أن يعود الفتى بخمسين عدلاً تزكي أصوله ؟
كأن أبي صيغ من عسجدٍ وباقي الورى من هوامٍ دخيله !
كأن لم نكن بشراً كلنا كأنا احتكرنا الخصال النبيله
***
فكيف تناسى أبي أنني بدون حبيبي سأحيا عليله
وكيف تناسى نزوعي إليهِ وشوقي وحبي ودمعي عليهِ وكل ليالي العذابِ الطويله